عميد كلية الزراعة والاهوار في جامعة ذي قار :- نعد ملاكاً متخصصاً

عميد كلية الزراعة والاهوار في جامعة ذي قار :- نعد ملاكاً متخصصاً السبت 30 /6/ 2007 الصباح : لم تحظ الاهوار في السابق باي اهتمام علمي اكاديمي عراقي، على الرغم من اهميتها البيئية والاقتصادية الكبرى للبلد، وظلت الجامعات غير مهتمة بالاهوار، ربما بسبب السياسات العامة للدولة آنذاك. وفي خطوة رائدة، تأسست في جامعة ذي قار كلية جديدة،  هي كلية الزراعة والاهوار لتعنى بتخريج الملاكات المتخصصة في شؤون الاهوار وتنمية مواردها النباتية والحيوانية، وتحديث وسائل الانتاج فيها على نحو علمي، ومن هنا كان لابد من الوقوف على اهمية هذا الصرح العلمي ودوره في تعزيز انعاش الاهوار وتطويرها، فكان هذا اللقاء مع الدكتور سالم حسين محمد عميد كلية الزراعة والاهوار. متى وكيف جرى استحداث هذه الكلية التي تشتمل على تخصص في الاهوار وهو شيء جديد في العراق وربما في العالم؟ العميد/ يشكل القطاع الزراعي ركنا اساسياً من اركان الاقتصاد الوطني في العديد من دول العالم ومنها العراق، اضف الى ذلك ان العاملين في هذا القطاع لا سيما في محافظة ذي قار يشكلون نسبة عالية من السكان، كما ان التدهور الذي تعانيه الزراعة بشكل عام منذ عقود كان وراء استحداث كلية الزراعة والاهوار في جامعة ذي قار لتلبية المتطلبات التي يحتاجها القطاع الزراعي في المحافظة، ولتطوير الزراعة في المستقبل. ان الجانب المتعلق بالاهوار يشكل مفصلاً اكاديمياً نوعياً للكلية، فنحن ننفرد بوجود دراسات اكاديمية في الاهوار، وتشتمل الكلية على قسمين حالياً هما قسم الانتاج النباتي وقسم الانتاج الحسيواني، ولدينا سبعون طالباً وطالبة، في كل قسم (35) طالباً وطالبة وهذه هي اول وجبة نقبلها وهم الأن في المرحلة الاولى، ولدينا خطط لاستحداث اقسام اخرى واستكمال الملاك التدريسي للكلية لتغطية المراحل التي ستستجد، وقد شكلنا لجنة من اساتذة مختصين وبدرجات علمية معينة بهدف وضع مفردات المناهج الدراسية في تخصص (الاهوار) وعقدت هذه اللجنة عدداً من الاجتماعات واقترحت مفردات كدروس اكاديمية تدرس في اختصاص الاهوار في المرحلتين الثالثة والرابعة، وهذه المفردات المقترحة اقرت في مجلس كلية الزراعة، ثم رفعت الى مجلس الجامعة الذي سيرفعها بدوره الى وزارة التعليم العالي لغرض دراستها واقرارها من قبل هيئة خاصة تسمى هيئة عمداء كليات الزراعة. هل تجدون اقبالاً من الطلاب على تخصص الزراعة والاهوار بحكم وجود عدد من الاهوار المهمة في المحافظة؟ العميد/ لا يوجد حتى الان قسم للاهوار في الكلية، وانما على الطالب في كلا قسمي الكلية (الانتاج النباتي) و(الانتاج الحيواني) عندما يصل الى المرحلة الثالثة فسيدرس مواد تتعلق بالاهوار، وهذه المفردات النوعية ستدرس بشكل اكاديمي غير مسبوق في كليات الزراعة العراقية ويمكن للطالب ان يفيد من دراساته عن الاهوار بعد تخرجه في الاعمال الزراعية وفي تطوير هذه البيئة. ولدينا ملاك متقدم له خبرة في تخصصات لها صلة بالاهوار.  هل تسهم كليتكم في دراسة الاوضاع الاجتماعية والثقافية والبيئية لمنطقة الاهوار بعد ما لحقها ضرر كبير من جراء حملات التجفيف الجائرة، وهل تتعاونون مع المراكز المعنية كمركز انعاش الاهوار ومركز ابحاث الاهوار؟ العميد/ جاء استحداث كلية الزراعة والاهوار بهدف توفير كادر علمي متخصص ببيئة الاهوار يمكن الافادة منه في المستقبل في تطوير هذه البيئة لكننا نحتاج الى وقت لتخريج هذه الملاكات، وكليتنا في مقتبل تأسيسها ومن المؤكد ان جزءا من نشاط كليتنا في تقديم الدراسات والبحوث المتعلقة ببيئة الاهوار وتطويرها، ونفكر في اقامة دورات وندوات في مجال تطوير بيئة الاهوار. مرت اربع سنوات ولم يلاحظ اي تقدم في الاهوار مع كثرة الحديث عن تخصيصات ومشاريع لانعاش بيئة الاهوار، متى - في رأيك -ستتم عودة الحياة الطبيعية كاملة الى الاهوار، وعودة سكان الاهوار المهجرين من مناطق سكناهم بسبب التجفيف، متى تتمكن الدولة من توفير عوامل الجذب والاستقرار لسكان الاهوار؟ العميد/ اتفق معك تماماً في عدم وجود صورة واضحة للتطور في بيئة الاهوار على الرغم من كثرة الدراسات وكثرة الكلام والمنظمات الحكومية وغير الحكومية التي تعنى بالاهوار ولكنك لا تجد شيئاً ملموساً على الارض، وانا شخصياً قبل تسلمي لمهام عملي عميداً لهذه الكلية كنت مديرا لمركز ابحاث الاهوار وزرت الاهوار مرات عديدة ولم اجد اي اثر او تطور يذكر في المنطقة، وهناك اسباب كثيرة لهذا الامر منها عدم وجود عمل مشترك ومنظم سواء اكان بين المنظمات الحكومية او غير الحكومية، كل جهة تعمل بمفردها وربما هناك حالات من الفساد الاداري والمالي، لذلك على الحكومة والجهات المعنية ان تنسق هذه الجهود، وتكون هناك مركزية ودقة في دراسات الاهوار والاعمال المنفذة.. طبعاً هناك مشاريع تحتاج الى زمن طويل حتى تظهر نتائجها. ما دمنا بصدد انعدام التنسيق بين المؤسسات المعنية بالاهوار، الا تفكرون باقامة مؤتمر محلي للمنظمات الموجودة سواء اكانت علمية استشارية او تنفيذية، حكومية او غير حكومية، بحيث يجري تبويب الجهود ووضع الخطط والتوقيتات لاستثمار الميزانيات التي تخصص لتطوير الاهوار، في الاقل ليظهر بعض الاثر على شكل خدمات طرق، مدارس، مستوصفات، محطات تحلية مياه. العميد/ حسب معلوماتي ان ميزانية جيدة خصصت لتطوير وانعاش الاهوار وتم تبويبها على الخدمات، فبعضها خصص لتبليط الشوارع وبعضها لاقامة محطات تنقية المياه، واعتقد  ان هذا العام سيشهد اعمالاً جادة.وهنالك مشاريع عديدة، منها مشروع قدمته الكلية الى مجلس المحافظة لانشاء معمل للالبان وقدمنا دراسات الجدوى والدراسات العلمية وننتظر جواب مجلس المحافظة عليها، وللجامعة مشاريع اخرى لتطوير الاهوار، ولدى المحافظة مشاريع ضخمة لتطوير بيئة الاهوار، اما ما يخص اقامة مؤتمر علمي، فقد اشترك عدد من باحثي الكلية قبل مدة في القاء بحوث في المؤتمر الذي عقده مركز علوم البحار في جامعة البصرة كانت الاهوار من ضمن محاور اهتمامه، ونحن نسعى في المستقبل القريب على عقد مؤتمر علمي زراعي، وجزء منه يتعلق بالاهوار، ولكننا بحاجة الى مزيد من الوقت فنحن كلية جديدة.